السلام عليكم. جزاكم الله خيرا.. أنا أم لطفلتين الاولى عمرها سنتين ونصف والثانية شهرين مشكلتي هي عناد ابنتي وتعاملي معها بعصبية وبالضرب احيانا لا أتحمل حركتها الكثيرة وطلباتها الكثيرة
ووالدها احيانا يخرجهامعه ولكني لا أحس بوقوفه بجانبى اوتخفيفه على أحس اني لوحدي لا أحد يقف بجانبي ما أخاف منه هو اضرابها النفسي واحساسها بالدونية والعدوانية
وأيضا أريد معرفة طريقة تثقيفها جنسيا في هذا السن حيث اني بدات الاحظ عليها الاحتكاك بالاشياء وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نسعد بمثل هذه الأسئلة التي تدل على وعي ومحاولة جادة للتصحيح والاعتراف بالخطأ أول خطوات الحل ..فحياك الله ونسأل الله أن ييسر لنا ولك الوصول إلى ما نتمنى وفوق ما نتمنى ..
_لن يكون الطفل (طفلا) إذا لم يعبث ويشاكس ويكسر..ويعاند فاستمتعي بطفولة ابنتك ..
أشعر بما تعانين وأدرك أن من الصعوبة التوفيق بين السهر على الصغير ومراعاة الكبير وتغطية احتياجات المنزل ومواجهة هذه الضغوط ولكنّكِ (أمّ) وما اكتسبت الأم هذه المنزلة بسهولة، فقد أوصى الله تعالى جلّ جلاله بحق الأمهات في كتابه العزيز، وأوصى نبيه صلى الله عليه وسلم بالأم بوصايا لا توزن بكنوز الدنيا ..وعندما تعرفين أن أجر الأم الصالحة عظيم فهي(تتألم) و(تصبر) لتنال مالا يخطر على قلب بشر ،أرجوا أن يجبر الله قلبك ويوفقك في تربية أبناءك
ما أريده منكِ أن تنظري لابنتك بعين الرحمة، وأن تضبطي أعصابك فالغضب في هذه المواقف يزيد الأمور سوءا وتزيد شقاوة الطفل ،لأنه يرى استجابة مباشرة منكِ فيبقيكِ على اتصال معه بهذه الشقاوة..!
_أما من ناحية تعاون زوجك معك في تربية أبناءك فما يفعله يعتبر جيدا، لكن أهم مافي الأمر أن لا تختلفان أمام الأبناء، ولا تتضادّ آراؤكما فإن هذا من أسوأ أخطاء التربية (الازدواجية) ..
_ابتعدي تماما عن الضرب فكيف يُضرب طفل عمره سنتين ونصف ؟! جسده الضعيف لا يتحمل الضرب _حتى الضرب الخفيف_ وقبله الصغير لا يستطيع ترجمة الضرب على أنه تأديب، بل (كره) ..فتذكري دوما أنّ هذه المواقف الصغيرة تؤثر بشكل كبير على علاقتك بابنتك عندما تصل للمراهقة، فافطني لذلك ..
_اهتمي أنتٍ بتوازنك النفسي وسينعكس ذلك على أبناءك بإذن الله تعالى
(وقفات مع العصبية)
العصبية التي تأكل الشباب وتعجل ظهور الشيب والتجاعيد وتسبب شحوب الوجه والهالات حول العينين وتساقط الشعر
وتفسد الحياة الأسرية وتعكر صفو علاقتك بأبنائك وزوجك
العصبية تعني أن تجعلي (أعصابك) أسيرة لتصرفات الآخرين
هي ذاتها التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال:
(ليس الشديد بالصرعة إنما الذي يملك نفسه عند الغضب)
يقول الدكتور إبراهيم الخليفي: الطبع السيء الذي عابه الدين يجب تغييره والحلم يأتي بالتحلم والنبي عليه السلام كرر "لا تغضب".
ويقول: (إن الظلم والعدوان الذي يوقعه صاحب السلطة (المربي) لأفراد بيته أو لطلابه متشعب الأذى فأذاه: بدني ونفسي واجتماعي ولعله أخطرها فالأطفال يتقمصونه).
اسألي نفسك ماذا سأكسب من عصبيتي التي تؤثر في نفسيتي و نفسياتهم.
وكم سأخسر عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويصلون للمراهقة عندها يزدادون نفورًا مني .وكيف سأدفع الثمن وهم كذلك نتيجة عصبيتي معهم ؟!
(علاج العصبية)
_ اللجوء إلى الله والتضرع له والدعاء بنية خالصة أن يوفقك ويفرج همك، و أن يهدئ الله جل وعلا من روعك وأن يعينك على تربية أبناءك ويصلحهم ويرزقك برهم بإذنه سبحانه وتعالى فهو قادر على كل شيء.
_ كلما شعرتِ بفوران الغضب غيري وضعك إما بالجلوس أو الاستلقاء أو اذهبي وتوضئي واستعيذي بالله من الشيطان .
_الاستغفار والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم وذكر الله على كل حال وقراءة القرآن مما يخفف التوتر وعودي ابنك عليها .
_أرسلي لنفسك الرسائل الايجابية (سأستعين بالله لأتخلص من العصبية)، (أنا أم رائعة)، (سأربي أبنائي أفضل تربية)
_تعلمي فن الاسترخاء ولو ربع ساعة في اليوم، والمشي نصف ساعة يوميا يساعد على تجديد النفس.
_اجعلي لكِ وقفات لتقيمي طريقتك وأسلوب معالجتك لتصرفات طفلك وتذكري أنك القدوة له وأنتِ كالمرآة بالنسبة لهم وسترين أفعاله وسلوكه يتحسن للأفضل بإذن الله .
_اهتمي بنوع غذاءك فبعض الأغذية تحسن المزاج وتخفف التوتر (الليمون والنعناع والفواكه بأنواعها) واحرصي على 10 دقائق رياضة على الأقل في اليوم .
_نظمي وقتك قدر الاستطاعة ولاتراكمي الأعمال حتى لا ينعكس عليك بالتوتر والغضب.
_ استحضري أن ابنتك في مرحلة استكشاف العالم الخارجي، مرحلة تتميز بالحركة المستمرة والنشاط، والانطلاق وهذا مدعاة للفخر به والمرح معه وليس لعقابها فتذكَّري وتعلَّمي كيف تستمتعين بأمومتك معهم.
_ ابحثي كثيرا في فن إدارة الغضب
هنا المزيد حول الموضوع
طفلي يضرب الأطفال ويعضهم !
آباء وأبناء
أما عن الجزء الثاني من استشارتك فأحيلك للاطلاع ومتابعة المقاطع التالية على اليوتيوب :
التربية الجنسية بين الشرع والمجتمع _أ فهد الحمدان
التربية الجنسية _د.عدنان باحارث
في الختام أهنئكِ فأنتِ أم رائعة وهو ما دفعك للاستشارة والسؤال، فاستمتعي بأطفالك وأمومتك، وتذكَّري دائمًا نعمة الله عليك بهذه المكانة، وحاولي إسعاد أبنائك وإسعاد نفسك وأسرتك وفقك الله، تذكري أننا في المستشار نسعد بتواصلكم ومعرفة جديدكم ..
وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين.
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي
المصدر: موقع المستشار